أرد شير خره: بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وكسر الشين المعجمة وياء ساكنة وراء وخاء معجمة مضمومة وراء مفتوحة مشددة وهاء، وهو اسم مركب معناه بهاء أردشير وأردشير ملك من ملوك الفرس، وهي من أجل كور فارس ومنها مدينة شيراز وجور وخبر وميمنتد والصيمكان والبرجان والخوار وسيراف وكام فيروز وكازرون وغير ذلك من أعيان مدن فارس. قلت: ولا منافاة بينه وبين قول عمر وعلي أنه لم يستخلف لأن مرادهما أنه عند الوفاة لم ينص على استخلاف أحد وهذا إشارة وقعت قبل ذلك فهو كقوله ﷺ في الحديث الآخر " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " أخرجه الحاكم من حديث العرباض بن سارية وكقوله ﷺ " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " وغير ذلك من الأحاديث المشيرة إلى الخلافة. وأمّا دولة التّرك بمصر والشّام لهذا العهد ففيها من الطّراز تحرير آخر على مقدار ملكهم وعمران بلادهم إلّا أنّ ذلك لا يصنع في دورهم وقصورهم وليست من وظائف دولتهم وإنّما ينسج ما تطلبه الدّولة من ذلك عند صنّاعه من الحرير ومن الذّهب الخالص ويسمّونه المزركش لفظة أعجميّة ويرسم اسم السّلطان أو الأمير عليه ويعدّه الصّنّاع لهم فيما يعدّونه للدّولة من طرف الصّناعة اللّائقة بها «وَالله مُقَدِّرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالله خَيْرُ الْوَارِثِينَ» .
وقال الشاعر: إن يكن ما به أصبت جليلاً فذهاب العزاء فيه أجل ولأن تفتقر بجائحة نازلة خير لك من أن تفتقر بجناية مكتسبة. وقيل لريسيموس: تأكل في السوق قال: ورشة المنيوم إن جاع ريسيموس في السوق أكل في السوق. وأخرج ابن سعد والحاكم عن ابن مسعود قال: أفرس الناس ثلاثة: أبو بكر حين استخلف عمر وصاحبة موسى حين قالت: استأجره والعزيز حين تفرس في يوسف فقال لامرأته: أكرمي مثواه. من قرى سمرقند. ينسب إليها أبو شعيب صالح بن العباس بن حمزة الخزاعي الإستاني. ورأى بعضهم في المنام رسول الله ﷺ وإلى جانبه عيسى بن مريم عليه السلام، وهو يقول: أليس من أمتي الأحبار، أليس من أمتي أصحاب الصوامع. وقال رسول الله ﷺ لرجل قال في خصومة: صور ابواب المنيوم حمامات حسبي الله: أبل الله عذراً فإذا أعجزك أمر فقل: حسبي الله. وقد قال صلّى الله عليه وسلّم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والّذي نفسي بيده لتنفقنّ كنوزهما في سبيل الله وقد أنفق عمر بن الخطّاب كنوز كسرى في سبيل الله والّذي يهلك قيصر وينفق كنوزه في سبيل الله هو هذا المنتظر حين يفتح القسطنطينيّة: فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش.
فإبلاء العذر هو التوكل. ممن يحلون الأميل المعشبا الأمين: ضد الخائن المذكور في القرآن المجيد فقال جل وعلا: وهذا البلد الأمين التين: 3، هو مكة. وحمل الموفق بمن معه حملة واحدة على أصحاب الخبيث فاستحر فيهم القتل، وما انجلت الحرب حتى جاء البشير بقتل صاحب الزنج في المعركة، وأتي برأسه مع غلام لؤلؤة الطولوني، فلما تحقق الموفق أنه رأسه بعد شهادة الأمراء الذين كانوا معه من أصحابه بذلك، خر ساجدا لله، ثم أنكفأ راجعا إلى الموفقية، ورأس الخبيث يحمل بين يديه، وسليمان معه أسير، فدخل البلد وهو كذلك، وكان يوما مشهودا وفرح المسلمون بذلك في المغارب والمشارق. وقد ذكر الخطيب سبب موت مسلم رحمه الله: أنه عقد له مجلس للمذاكرة فسئل يوما عن حديث، فلم يعرفه فانصرف إلى منزله فأوقد السراج وقال لأهله: لا يدخل أحد الليلة علي، وقد أهديت له سلة من تمر فهي عنده يأكل تمرة ويكشف عن حديث ثم يأكل أخرى ويكشف عن آخر، فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح، وقد أكل تلك السلة وهو لا يشعر. ثم قام وتوضأ وصلى وتمدد ومات رحمه الله تعالى.
فقال: كان البخاري عالما ومسلم عالما، فكررت ذلك عليه مرارا وهو يرد علي هذا الجواب ثم قال: يا أبا عمرو قد يقع للبخاري الغلط في أهل الشام، وذلك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ويذكره في موضع آخر باسمه ويتوهم أنهما اثنان، وأما مسلم فقل ما يقع له الغلط لأنه كتب المقاطيع والمراسيل. وخذ بقول من قال: عش ولا تغتر وبقول من قال: لا تطلب أثراً بعد عين وبقول من قال: املأ حبك من أول مطرة ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك. ولذلك قالوا: خير مالك ما نفعك. قالوا: ولم ينتقد عليه حكم من أحكامه أخطأ فيه قط. وقالوا: شر من المررئة سوء الخلف. وقالوا: لا تعدم صناع ثلة. وحسدك من لا ينام دون الشفاء. وفر عمر من الطاعون فقال له أبو عبيدة: أتفر من قدر الله قال نعم إلى قدر الله وقيل له: هل ينفع الحذر من القدر فقال: لو كان الحذر لا ينفع لكان الأمر به لغواً.