وقد كان حصل في القلعة الجماعة من الديلم فتركوه حتى إذا قرب فتحوا الباب وأرسلوا عليه حجرا فوقع عليه وأنقلب ثم وثب وهو مدوّخ، فرماه واحد من الديلم بخشت فأنفذ صدره وركب رأسه فأخذه أصحابه وانصرفوا إلى الدمستق. » فلمّا كان من غد ترجّل وأخذ سيفا ودرقة وصعد راجلا والمسلك إلى باب القلعة ضيّق لا يحمل أن يسلكه أكثر من واحد فصعد وتبعه أصحابه واحدا واحدا. المطابخ الألمونيوم من أكثر أنواع المطابخ التي تحتاج لصيانة دورية، ولذلك فني تركيب مطابخ ايكيا بالرياض يقدم هذه الخدمة على أيدي أمهر العاملين. بريد وقال ابن الأعرابي كل ما بين المنزلين بريد، وحكى بعضهم ما خالف به من تقدم ذكره فقال من بغداد إلى مكة مائتان وخمسة وسبعون فرسخا وميلان ويكون أميالا ثمانمائة وسبعة وعشرين ميلا وهذه عدة ثمانية وخمسين بريدا وأربعة أميال ومن البريد عشرون ميلا هذه حكاية قوله الله أعلم، وخبرني بعض من لا يوثق به لكنه صحيح النظر والقياس أنه إنما سميت خيل البريد بهذا الاسم لأن بعض ملوك الفرس اعتاق عنه رسل بعض جهات مملكته فلما جاءته الرسل سألها عن سبب بطئها فشكوا من مروا به من الولاة وأنهم لم يحسنوا معونتهم فأحضرهم الملك وأراد عقوبتهم فاحتجوا بأنهم لم يعلموا أنهم رسل الملك فأمر أن تكون أذناب خيل الرسل وأعرافها مقطوعة لتكون علامة لمن يمرون به ليزيحوا عللهم في سيرهم فقيل بريد أي قطع فعرب فقيل خيل البريد الله أعلم.
ثم كان قتله على يديه في سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه صهره زوج أخته القاضي عبد العزيز بن النعمان، وأظن هذا القاضي هو الذي صنف (البلاغ الأكبر والناموس الأعظم) الذي فيه من الكفر ما لم يصل إبليس إلى مثله، وقد رد على هذا الكتاب أبو بكر الباقلاني رحمه الله. وفيها قلّد القاضي أبو بشر عمر بن أكثم القضاء بمدينة السلام على أن يتولّى ذلك بلا رزق وأعفى مما كان يحمله أبو العباس ابن أبي الشوارب وخلع عليه وأمر بألّا يمضى شيئا من أحكام وسجلّات ابن أبي الشوارب ثم قلّد قضاء القضاة. وفيها خرج الوزير أبو محمّد المهلبي ومعه الجيش لفتح عمان وذلك يوم الأربعاء لست خلون من جمادى الآخرة فانحدر وبلغ إلى هلتى من فم البحر واعتلّ. وفيها ورد الخبر بأنّ الطرسوسيين غزوا ودخلوا من درب من دروب الروم إلى بلد الروم ودخل نجا غلام سيف الدولة من درب آخر فغنم أهل طرسوس غنيمة يسيرة وأقام سيف الدولة على درب آخر ولم يدخل لأنّه كان عليلا من فالج لحقه قبل ذلك بسنتين فلمّا خرج نجا والطرسوسيون عاد سيف الدولة إلى حلب وهو عليل ولحقته غشية ظن معها أنّه قد تلف. « كان خرج معه فرج الخادم وكان أستاذ داره والمستولى على خاصّ أمره ومعه جماعة من الخدم يطيعونه وكان قد فارق نعمة ضخمة وخرج من خيش وثلج وتنعّم، إلى حرّ شديد وشقاء كثير وتوجّه إلى عمان فواطأ الخدم على سمّه وقتله والراحة من ذلك السفر وظنّوا أنّهم يسلمون ويعودون إلى نعمهم.
وخرج إليه وجوه أهلها وأشرافها وهم سبعون شيخا ليسلّموا عليه فوكّل بهم وتهددهم بالقتل وطالبهم عن البلد بألف ألف درهم أرش ما عملوه من غلق الأبواب في وجه أخيه ولم يسمع لهم عذرا وجرت لهم معه خطوب إلى أن قنع منهم بثلاثمائة ألف درهم وعشرين ألف درهم ووجّه معهم بالفرسان والرجالة وألزمهم الأجعال الثقيلة ورسم أن يستخرج له المال في يوم واحد وبعد الجهد إلى أن يكون المدة خمسة أيّام وقسط المال على أهل البلد وأدخل فيه الملّيّ والذّميّ والسوقة والنساء الأرامل وغيرهم ووضع عليهم العصيّ والضرب في دورهم بحضرة حرمهم وعيالاتهم. وفي أيامه فتحت أنطاكية وكان فيها من أسارى المسلمين بشر كثير وجم غفير، ولما حضرته الوفاة سأل عن أخيه أبي الفضل جعفر بن المعتضد وقد صح عنده أنه بالغ، فأحضره في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة منها وأحضر القضاة وأشهدهم على نفسه بأنه قد فوض أمر الخلافة إليه من بعده، ولقبه بالمقتدر بالله. وكانت مدة وزارته ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر ومات بموته عن الكتاب الكرم والفضل رحمه الله.
فتبع نجا غلام سيف الدولة هبة الله فلم يلحقه ولحق سواده فأخذه وانصرف به إلى سيف الدولة يستنجده لينجده بالرجال ويقيم بحرّان ويدفع كل من نازعه عليها وطالب أهل حرّان بأن يحلفوا له أن يكونوا معه حربا لمن حاربه وسلما لمن سالمه وظنّ أهل حرّان أنّ الذي خبرهم به صحيح، فحلفوا له على ما أراد واستثنوا في يمينهم: إلّا أن يكون الذي يحاربه عمّه سيف الدولة، فإنّهم لا يحاربونه، ورضى بذلك منهم. فاشترى أصحاب نجا الأمتعة والحليّ بحكمهم وبما أرادوا. ولزم أهل البلد من الأجعال أمر عظيم وخرب بذلك البلد وافتقر أهله وأنصرف عنهم نجا إلى ميّافارقين بعد أن استوفى جميع المال وترك البلد شاغرا بلا سلطان فتسلط عليهم العيّارون. وأظهر نجا الخلاف على مولاه سيف الدولة والخروج عن طاعته ولم يزرع في هذه السنة أحد بديار مضر كبير شيء للجور الذي كانوا فيه. فحمل سيبويه على نفسه وعرف أنهم تعصبوا عليه ورحل عن بغداد، فمات ببلاد شيراز في قرية يقال لها: البيضاء، وقيل: إنه ولد بهذه، وتوفي بمدينة سارة في هذه السنة، وقيل: سنة سبع وسبعين، وقيل: ثمان وثمانين، وقيل: اسعار شبابيك الألمنيوم في السعودية إحدى وتسعين، وقيل: أربع وتسعين ومائة فالله أعلم. قال الإصطخري، وأما إصطخر فمدينة وسطة وسعتها مقدار ميل وهي من أقدم مدن فارس وأشهرها وبها كان مسكن ملك فارس حتى تحول اردشير إلى جور، وفي بعض الأخبار أن سليمان بن داود عليه السلام كان يسير من طبرية إليها من غدوة إلى عشية، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان عليه السلام وزعم قوم من عوام الفرس أن جم الملك الذي كان قبل الضحاك سليمان بن داود قال وكان في قديم الأيام على مدينة إصطخر سور فتهدم وبناؤه من الطين والحجارة والجص على قدر يسار الباني وقنطرة خراسان خارجة عن المدينة على بابها مما يلي خراسان ووراء القنطرة أبنية ومساكن ليست بقديمة ولازال باصطخر وباء، إلا أن خارج المدينة صحيح الهواء وبين اصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخا قال ويرتفع من جبال اصطخر حديد وبقرية من كورة إصطخر تعرف بدار أبجرد معدن الزيبق ويقولون أن كور فارس خمس وقيل سبع أكبرها وأجلها كورة إصطخر وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك، وكان إدريس بن عمران يقول أهل اصطخر أكرم الناس أحسابا ملوك وأبناء ملوك، ومن مشهور مدن كورتها البيضاء ومائين ونيريز وابرقويه ويزد وغير ذلك وطول ولايتها اثنا عشر فرسخا في مثلها والمنسوب إليها جماعة وافرة من أهل العلم.