وفيها حج بالناس إبراهيم بن محمد بن إسماعيل المذكور قبلها. وكان معه من الرجّالة السودان ثلاثة آلاف رجل وانهزم من بين يدي عليّ بن بويه بسعر باب المنيوم للحمام أرجان بعسكره كلّه وكان على الساقة في الهزيمة لأنّه ثبت وسار عليّ بن بويه خلفه إلى رامهرمز وحصل ياقوت بعسكر مكرم في غربيّها وقطع الجسر المعقود على المسرقان وأقام عليّ بن بويه برامهرمز إلى أن وقع الصلح بينه وبين السلطان. وبلغ الخبر مرداويج فسيّر أخاه وشمكير لطلبه في الوقت فلمّا قرب إصبهان رحل عنها عليّ بن بويه وصار إلى أرجان وكان قد تهيّبها لحصوله بين ياقوت وهو بفارس وبين ابنه محمّد وهو برامهرمز فصوّر عنده بالمهانة واضطراب الرأي والرجال. وكان عنده فيه من الاحتيال ما لا يعرفه عمرو بن العاص ولا المغيرة بن شعبة. قال عبد الله بن مالك جمع الأطباء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما ضربه ابن ملجم لعنه الله تعالى وكان أبصرهم بالطب أ ثير فأخذ أثير رئة شاة حارة فتتبع عزقا فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة علي ثم نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت، وفي صحراء أثيرحرق علي الطائفة الغلاة فيه. فاضطربت أهل بغداد ونهب الناس بعضهم بعضا ليلا ونهارا، وجاء أبو الحسين أخو أبي عبد الله البريدي بمن معه، فقاتلهم الناس في البر وفي دجلة، وتفاقم الحال جدا، مع ما الناس فيه من الغلاء والوباء والفناء.
كما قد سرت في الورد رائحة الورد وفتحت أبيورد على يد عبد الله بن عامر بن كريز سنة 31، وقيل فتحت قبل ذلك على يد الأحنف بن قيس التميمي. عبد الملك الأموي البصري قاضي سامرا. وفي صبيحتها أحضر دار السلطان عبد الحميد بن عبد العزيز أبو حازم ويوسف بن يعقوب وأبو عمر محمّد بن يوسف، فتولّى غسل المعتضد محمّد بن يوسف، وتولّى الصلاة عليه يوسف بن يعقوب، وحضر الصلاة عليه الوزير القاسم بن عبيد الله وأبو حازم وأبو عمر والخدم والخاصّة. وفيها تحرك الجند عليه لأن ابن مقلة في اختفائه كان يوحشهم منه ويقول لهم: إنه بنى لكم المطامير ليحبسكم وغير ذلك فأجمعوا على الفتك به فدخلوا عليه بالسيوف فهرب فأدركوه وقبضوا عليه في سادس من جمادى الآخرة وبايعوا أبا العباس محمد بن المقتدر ولقبوه الراضي بالله ثم أرسلوا إلى القاهر الوزير والقضاة أبا الحسين بن القاضي أبي عمر والحسن بن عبد الله بن أبي الشوارب وأبا طالب بن البهلول فجاءه فقيل له ما تقول قال أنا أبو منصور محمد بن المعتضد لي في أعناقكم بيعة وفي أعناق الناس ولست أبرئكم ولا أحللكم منها فقوموا فقاموا فقال الوزير يخلع ولا نفكر فيه أفعاله مشهورة وقال القاضي أبو الحسين فدخلت على الراضي وأعدت عليه ما جرى وأعلمته أني أرى إمامته فرضا فقال: ورشة المنيوم الرياض انصرف ودعني وإياه فأشار سيماء مقدم الحجرية على الراضي بسلمه فكحله بمسمار محمى.
قال: « أنا رجل أؤمّ وأقرأ في هذا المسجد منذ أربعين سنة، ومعاشي من هذه الخياطة، وكنت منذ دهر قد صلّيت المغرب، وخرجت أريد منزلي، فاجتزت برجل تركيّ كان في هذه الدار وقد تعلّق بامرأة مجتازة وكانت جميلة، وأدخلها إلى داره وهي تستغيث وليس أحد يغيثها. « أنا أذّنت. » فقالوا: « انزل فأجب أمير المؤمنين. » فقلت: « يؤمنني أمير المؤمنين لأصدق؟ » فقلت: قد دنا الفرج، ونزلت فإذا بدر مع الجماعة فحملني وأدخلنى إلى المعتضد. » فقلت: « قد بقيت لي حاجة. « ما حملك على أن تغزّ المسلمين بأذانك في غير وقته فيخرج ذوو الحاجة في غير حينها، ويمسك المريد للصوم في وقت قد أتيح له الإفطار، وينقطع العسس عن الطوف والحرس؟ فقلت في نفسي هذا قد شرب إلى الآن ولا يعرف الأوقات، فلو أذّنت لوقع له أنّه الفجر، فلعلّه يطلق عن المرأة. » فقال: « يا هذا، قد بلغت مرادك، فلا تقطعني عن شغلي ومعاشي. « يا شيخ إنّ الله قد ردّ المال عليّ لسعيك وبركتك، فأحبّ أن تأخذ من المال نصفه أو ثلثه حتى تطيب نفسي. « يا بدر، عليّ بالغلام والمرأة الساعة. » فقصصت عليه قصّة التركيّ والمرأة وأريته الشجّة وآثار الضرب بي.
» قال: « فرفقت بالتركيّ وسألته تركها، فضرب رأسى بدبّوس وشجّنى وشتمني، ويئست من المرأة وخلاصها، وصرت إلى المنزل وغسلت الدم وشددت الشجّة واستروحت، وخرجت أصلّى العشاء الآخرة. » قال: « أفما كان لك في جواريك وجاريك وفي هذه النعمة الواسعة كفاية عن معصية الله تعالى، وعن خرق هيبة السلطان، حتى استعملت القحة وتجاوزت ذلك إلى الوثوب على من أمرك بالمعروف؟ وأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: " لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره ". انصرف بمالك، بارك الله لك فيه. قال: « قل. » قلت: « تخبرني عن سبب طاعته لك مع تهاونه بأكثر أهل هذه الدولة؟ ولتحقيق ذلك، يجب عليك البحث عن النجار المحترف والمتمكن من إجراء هذه العملية بكفاءة وجودة عالية. وأما المخلاف، فاكثر ما يقع في كلام أهل اليمن وقد يقع في كلام غيرهم على جهة التبم والانتقال لهم وهو واحد مخاليف اليمن وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به رهو قبيلة من قبائل اليمن أقامت به وعمرته فغلب عليه اسمها. فأمّا إذا تردهم وإمّا أن تطردهم وإن استأذنوك في ناحية يقصدونها فاضمم إليهم من رأيت من قوّادك وأنفذهم إلى الجبل وهذا العسكر الذي أنفذته إلى حصن مهدى، فأنا أعلم أنّه لمّا اتّصل ورود الهجري إلى الكوفة استظهرت بإنفاذه ليعين من فيها عليه إن احتيج إلى ذلك وقد استغنى الآن عنهم وفي مقامهم بالحصن مع الاستغناء عنهم تسليط الظنون السيّئة عليك وإيجاد أعداءك سبيلا إلى التضريب بيني وبينك.