» قال ثابت: فقلت: « فبأيّ شيء أجابك؟ « وهذا عنفوان السنة وأوّل الافتتاح ووقت حموم الخراج، ولست أعلم ما يجب أن أطالبك به فاذكره وأخاطبك عليه، ولكني آمرك أن تحمل صدرا من المال يتوفّر مقداره، وتنفذ الرسائل بذلك مع الجواب عن كتابي هذا عند نظرك فيه وتكتب إليّ بشرح الحال في أمور نواحيك وتنفذ مواقفه نقف عليها وبها على موقع أثرك فيها ومخائل تدبيرك في توفيرها وتثميرها، وتتوقف عن إمضاء التسبيبات وما يجرى مجراها إلى أن ترد عليك كتبي وتوقيعاتى في استماراتك عمّا يكون عملك عليه، وتمكّن في نفسك أنّه لا رخصة عندي ولا هوادة في حقّ من حقوق أمير المؤمنين أغضى عنه، ولا درهم من ماله أسامح فيه ولا تقصير في شيء من أمور العمل أصبر لقريب أو بعيد عليه، ولا تكون بإظهار أثر جميل في ذلك أشدّ عناية منك بإنصاف الرعيّة والعدل عليها ورفع صغير المؤن وكبيرها عنها، فإني أطالبك بذلك كما أطالبك بتوفير حقوق السلطان وتصحيحها وصيانة الأموال وحياطتها. وانتقض الأمر الذي يجمعنا أم لم ينتقض، وأرجو ألّا تشكّ في ذلك إذا صدقت نفسك وحاسبتها وأزلت الظنون السيّئة عنها أدام الله حراستها والقوّة بالله والذي خاض لأصحابنا فيه من أمر الخدم والحرم الذين يخرجون من الدار ويباعدون عنها وتسقط رسومهم في الخدمة ويمنعون منها ويبرّءون من نعمهم ويحال بينهم وبينها إلى أن يفرجوا عمّا في أيديهم من المال والضياع ويردّوها إلى حقوقها قول إذا تبيّنوه حقّ تبيّنه وتصفّحوه كنه تصفّحه علموا أنّه قول جاف والبغي عليّ فيه غير مستتر ولا خاف.
« افتديت بسيّدنا - أيّده الله - حيث سأله أبو الحسن ابن الفرات عن ارتفاع ضيعته فلم يصدقه وساتره وعلمت أنّه مع ديانته لو لم يعلم أنّ التقيّة مباحة عند من يخاف ظلمه، لما حلف بتلك اليمين. « بسم الله الرحمن الرحيم، سبيل ما يرفعه إليك كلّ واحد من المتظلمين قبل النوروز من مظلمته، ويدّعى أنّه تلف بالآفة من غلّته، أن تعتمد في كشف حاله على أوثق ثقاتك وأصدق كفاتك حتى يصحّ لك أمره، فتزيل بالظلم فيه، فترفعه وتضع الإنصاف موضعه، وتحتسب من المظالم بما يوجب الوقوف عليه حسبه، وتستوفى الخراج بعده، من غير محاباة للأقوياء ولا حيف على الضعفاء، فاعمل فيما رسم لك ما يظهر ويذيع ويشتهر ويشيع، ويكون العدل به على الرعيّة كاملا، والإنصاف لجميعهم شاملا، إن شاء الله. فساس أبو الحسن عليّ بن عيسى الدنيا أحسن سياسة، ورسم للعمّال الرسوم الجميلة وأنصف الرعيّة، وأزال السنن الجائرة، ودبّر أمر الوزارة والدواوين وسائر أمور المملكة بكفاية تامّة، وعفاف وتصوّن وديانة، ونظر في المظالم وأبطل المكس بمكّة، والتكملة بفارس وسوق بحر بالأهواز، وجباية الخمور بديار ربيعة فبانت بركته على الدنيا، وعمر البلاد وتوفّر الارتفاع، واستقام أمر السلطان وعادت هيبة الملك، وصلح أمر الرعيّة.
قال: فما جسرنا أن نستقصى على أحد في معاملة، فلمّا كان في السنة القابلة زاد الارتفاع في العشرة ثلاثة لأنّ الخبر انتشر بالعدل وقيل: مطابخ المنيوم 2024 قد رفع الحيف والظلم فنشط الناس للازدياد من العمارة وفعل مثل ذلك في المظالم. فلمّا كانت السنة القابلة زاد ارتفاع بادوريا في العشرة اثنين وزرعنا حتى السطوح ثقة بالعدل والإنصاف. والرأي أن يخرجوا إلى السوس مع محمّد المعروف بالجمال، حاجبي وأسبّب بمالهم عليها وعلى جنديسابور حتى يقبضوا وينفذوا على طريق البنيان إلى إصبهان. » قال: « فاخرج حتى تواقف وتجتهد. » قال: فخرجت ومعي مسّاح البلد الذين مسحنا بهم واستقصيت معهم، وما زلت ألطف إلى أن تقرّرت المساحة، وكنّا مسحنا القراح باثنين وعشرين جريبا فخرجت مساحته احدى وعشرين جريبا وقفيز، فاحتججت بأنّ القراح مسح وفيه غلّة قائمة ومسح في هذا الوقت بعد الحصاد، وليس بمنكر أن يكون بين المساحتين في الحالتين هذا المقدار وانصرف ابن البدّال. قال: « المكس بمكة والتكملة بفارس. » وكتب في إسقاط مال التكملة بفارس كتابا وفي جميع ما يشبه ذلك كتابا مشهورة مستحسنة.
وفي سنة أربع وستين قصدت الفرنج الديار المصرية في جيش عظيم فملكوا بلبيس وحاصروا القاهرة فأحرقها صاحبها خوفا منهم ثم كاتب السلطان نور الدين يستنجد به فجاء أسد الدين بجيوشه فرحل الفرنج عن القاهرة لما سمعوا بوصوله ودخل أسد الدين فولاه العاضد صاحب مصر الوزارة وخلع عليه فلم يلبث أسد الدين أن مات بعد خمسة وستين يوما فولى العاضد مكانه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب وقلده الأمور ولقبه الملك الناصر فقام بالسلطنة أتم قيام. من قرى الري. مات بها أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المقري، ومحمد بن الحسن الشباني الفقيه صاحب أبي حنيفة في يوم واحد سنة 189 ودفن بهذه القرية وكافا قد خرجا مع الرشيد فصلى عليهما وقال اليوم دفنت علم العربية والفقه ويقال لهذه القرية رنبوية يسقوط الهمزة أيضأ وقد ذكرت. توفي في هذه السنة عن أربع وتسعين سنة رحمه الله تعالى. وقال الدارقطني: مطابخ المنيوم 2024 كان أبو بكر بن الحداد كثير الحديث ولم يرو عن أحد سوى النسائي وقال: سعر متر المرايا الرياض رضيت به حجة فيما بيني وبين الله عز وجل. وقد أبطلت أشياء كثيرة فمنها ومنها - وعددت أشياء مبلغ جميعها خمسمائة ألف دينار في السنة - ولم أستكثر هذا المقدار في جنب ما حططته عن أمير المؤمنين من الأوزار وغسلت به عن دولته من الدرن والعار ولكن انظر مع ما حططت وأبطلت إلى ارتفاعي وارتفاعك ونفقاتى ونفقاتك.