قال: فغضب غضبا شديدا، وأمر بإحضار ذلك الأمير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا، فأحضرا سريعا فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات، ومعهن ثقة من جهته أيضا، وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها والإحسان إليها، فإنها مكرهة ومعذورة. أي يا يوسف أعرض عن ذكر هذا الكيد الذي حصل ولا تتحدث به، كى لا ينتشر أمره بين الناس ولا تخف من تهديدها وكيدها لك، وأنت أيتها المرأة توبى إلى ربك، واستغفري لذنبك، إنك كنت من زمرة المجرمين الذين يتعمدون ارتكاب الخطايا ويجترحون السيئات وهم مصرّون عليها. وأخرج البزار والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أسلم قال: قال لنا عمر: كنت أشد الناس على رسول الله ﷺ فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال عجبا لك يا ابن الخطاب إنك تزعم أنك وأنك وقد دخل عليك الأمر في بيتك قلت وما ذاك قال أختك قد أسلمت فوجعت مغضبا حتى قرعت الباب قيل من هذا قلت عمر فتبادروا فاختفوا مني وقد كانوا يقرؤون صحيفة بين أيديهم تركوها ونسوها فقامت أختي تفتح الباب المنيوم للحمام فقلت يا عدوة نفسها أصبأت؟ وهذا موقوف لا يصلح الاحتجاج به، والأول قد ضعفه رجال الحديث، إلا أنه لو نطق الطفل بهذا لكان قوله كافيا في تفنيد زعمها دون حاجة إلى الاستدلال بتمزيق القميص، لأنه من الدلائل الظنية، وكلامه في المهد من الدلائل اليقينية، وأيضا لو كان كذلك لما كان هناك داع إلى قوله: من أهلها الذي ينفى التحامل عليها ويمنع إرادة الضربها، وأيضا فإن لفظ (الشاهد) لا يقع عرفا إلا على من تقدمت معرفته لما يشهد وإحاطته به.
وجملة القول في هذا - أن يوسف عليه السلام كان قوى الإرادة لا يمكّن غيره أن يحتال عليه ويصرفه عن رأيه ويجعله خاضعا له، ومن ثم لم تستطع امرأة العزيز أن تحوّل إرادته إلى ما تريد بمراودتها، ولا عجب في ذلك فهو في وراثته الفطرية والمكتسبة ومقام النبوة عن آبائه الأكرمين، وما اختصه به ربه من تربيته والعناية به وما شهد له به من العرفان والإحسان والاصطفاء، وما صرف عنه من دواعى السوء والفحشاء - في مكان مكين وحرز حصين من أن تتطلع نفسه إلى اجتراح السيئات، وارتكاب المنكرات، فكل ما صوّروه به من الصور البشعة الدالة على الميل إلى الفجور إنما هو من فعل زنادقة اليهود، ليلبسوا على المسلمين دينهم، ويشوّهوا به تفسير كلام ربهم ولا يغّرّنك إسناد تلك الروايات إلى بعض الصحابة والتابعين فهي موضوعة عليهم، ولا ينبغي أن يعتدّ بها، لأن نصوص الدين تنبذها، إلى أنه من علم الغيب في قصة لم يعلم الله رسوله غير ما قصه عليه في هذه السورة، وكفى بهذا دلالة على وضعها.
بعيد العسرمن يسريلينا قال هذه الأبيات وسطرها على ركاكتها وغثاثتها لأ ن الخاطر لصداه لم يسمح بغيرها من نسبته صحيحة الطرفين سقيمة العينين أحد صحيحيها ذلقي يمنع الإمالة والاخر شفهي محتمل الاستحالة وقد لاقى العبر في وعثاء السفر يخفي نفسه عفافا ولينال الناس كفا فا وكتب في شؤال سنة 616. قلت وأما ذمي لذلك البلد وأهله إنما كان نقثة مصدور اقتضاها ذلك الحادث المذكور وإلا فالبلد وأهله بالمدح أولى وبالتقريظ أحق وأحرى. 5. تقديم خدمات تركيب المطابخ المستعملة في الموقع المطلوب. معلم تركيب مطابخ بالرياض هو شخص يمتلك خبرة كبيرة في تركيب جميع أنواع المطابخ بغض النظر عن نوعها، سواء كانت مطابخ حديثة أو تقليدية، وتختلف طريقة تركيبها وتصميمها من موديل لآخر. 1) إن افتنان سيدته في مراودته وجذبها خلسات نظره لم تؤثر في ميل قلبه إليها، بل ظل معرضا عنها متحاهلا لها حتى إذا ما صارحته بما تريد استعاذ بربه ورب آبائه، وعيّرها بالخيانة لزوجها. أي ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا كما لم يفعله ماضيا: ليسجنن وليكونن من الأذلة المقهورين، فإن زوجي لا يخالف لي رغبة، ولا يعصينى في أمر وسيعاقبه بما أريد، ويلقيه في غيابات السجون، ويجعله كغيره من العبيد بعد إكرام مثواه وجعله كولده. أي وقلن هذا على نهج التعجب والتنزيه لله تعالى أن يكون هذا الشخص الذي لم يعهد مثاله في جماله ولا في عفته من النوع الإنساني، إن هو إلا ملك تمثل في تلك الصورة البديعة التي تخلب الألباب وتدهش الأبصار.
3) إنها حين اتهمته بالتعدي عليها شهد شاهد من أهلها أنها كاذبة في اتهامها إياه وهو صادق فيما ادعاه من مراودتها إياه عن نفسه بدلالة القميص على ذلك. يكن في عام واحد متوال ولو كان في عام واحد كان من المحال أن يجيء جمادى وهم يريدون به جمود الماء وشدة البرد بعد الربيع ثم تغيرت الأزمنة ولزمها ذلك الاسم. 3) إنهم رأوا الزينة قد بدت على وجه المرأة، ولم يكن لها من أثر على وجه يوسف. أي إنا لنعلم أنها غائصة في مهاوي الضلالة البينة البعيدة عن طريق الهدى والرشاد، ولم يكن قولهن هذا إنكارا للمنكر، ولا كرها للرذيلة، ولا نصرا للفضيلة، بل قلنه مكرا وحيلة، ليصل الحديث إليها، فيحملها ذلك على دعوتهن، والرؤية بأبصارهن ما يكون فيه معذرة لها فيما فعلت. فتاها: عبدها ورقيقها، والشغاف: الغلاف المحيط بالقلب ويقال شغفت فلانا إذا أصبت شغاف قلبه، كما يقال: كبدته إذا أصبت كبده، والضلال: الحيدة عن طريق الرشد وسنن العقل، بمكرهن: أي بقولهن، وسمى ذلك مكرا لأنهن كن يردن إغضابها كى تعرض عليهن يوسف لتبدى عذرها فيفزن بمشاهدته، وأعتدت: أعدّت وهيأت، والمتكأ: ما يجلس عليه من كراسى وأرائك، وأكبرنه: أعظمنه ودهشن من جماله الرائع، وقطّعن أيديهن: أي جرحنها، حاش لله أي تنزيها لله أن يكون هذا المخلوق العجيب من جنس البشر، واستعصم: استمسك بعروة عصمته التي ورثها عمن نشئوا عليها، الصاغرين: أي الأذلة المقهورين، وأصب إليهن: أمل إلى موافقتهن على أهوائهن، والجاهلين: أي السفهاء الذين يرتكبون القبائح، فاستجاب له: أي أجاب دعاءه، وبدا: ظهر، والآيات هي الشواهد الدالة على براءته عليه السلام، والحين: وقت من الزمن غير محدود.