قال العلماء: أول من ولى الخلافة وأبوه حي أبو بكر وهو أول من عهد بها وأول من أتخذ بيت المال وأول من سمى المصحف مصحفا وأول من سمى بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو أول من اتخذ الدرة وأول من أرخ من الهجرة وأول من أمر بصلاة التراويح وأول من وضع الديوان وأول من حمى الحمى عثمان وهو أول من أقطع الإقطاعات أي أكثر من ذلك وأول من زاد الأذان في الجمعة وأول من رزق المؤذنين وأول من أرتج عليه في الخطبة وأول من اتخذ صاحب شرطة وأول من استخلف ولي العهد في حياته معاوية وهو أول من أتخذ الخصيان لخدمته وأول من حملت إليه الرؤوس عبد الله بن الزبير وأول من ضرب اسمه على السكة عبد الملك بن مروان وأول من منع من ندائه باسمه الوليد بن عبد الملك وأول ما حدثت الألقاب لبني العباس. أبو بكر الصديق خليفة رسول الله ﷺ اسمه عبد الله ابن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي يلتقي مع رسول الله ﷺ في مرة.
وأخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري قال خطب رسول الله ﷺ الناس وقال: إن الله تبارك وتعالى خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله تعالى فبكى أبو بكر وقال نفديك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله ﷺ وآله وسلم عن عبد خير فكان رسول الله ﷺ هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله ﷺ " إن من آمن الناس على في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخدت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين باب إلا سد إلا باب أبي بكر " هذا كلام النووي. أوان: بالفتح. قال ابن إسحاق: في ذكر غزوة تبوك ثم أقبل رسول الله ﷺ حتى نزل بذي أوان، ويقال ذات أوان وكان بلدا بينه وبين المدينة ساعة من النهار. وأخرج عن أنس قال: قدم رسول الله ﷺ المدينة وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر فلفها بالحناء والكتم. أخرج السلفي في الطوريات بسنده إلى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أن كعب بن زهير رضي الله عنه لما أنشد النبي صلى الله عيه وسلم قصيدته بانت سعاد رمى إليه ببردة كانت عليه فلما كان زمن معاوية رضي الله عنه كتب إلى كعب: بعنا بردة رسول الله ﷺ بعشرة آلاف درهم فأبى عليه فلما مات كعب بعث معاوية إلى أولاده بعشرين ألف درهم وأخذ منهم البردة التي هي عند الخلفاء آل العباس وهكذا قاله خلائق آخرون.
وأخرج أبو نعيم بسند جيد عنها قالت: لقد كان حرم أبو بكر الخمر على نفسه في الجاهلية. أخرج ابن عساكر بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: والله ما قال أبو بكر شعرا قط في جاهلية ولا إسلام ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية. أخرج ابن سعد عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال لها: ورشة المنيوم صفي لنا أبا بكر فقالت رجل أبيض نحيف خفيف العارضين أجنأ لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع هذه صفته. الستون: حديث " ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر فيها لكل بشر ما خلا كافرا أو رجلا في قلبه شحناء " الدارقطني. وفيها: أحرق الكرخ ببغداد، وكان سببه أن صاحب المعونة ضرب رجلا من العامة فمات فثارت عليه العامة وجماعة من الأتراك، فهرب منهم فدخل دارا فأخرجوه مسجونا وقتلوه وحرقوه، فركب الوزير أبو الفضل الشيرازي - وكان شديد التعصب للسنة - وبعث حاجبه إلى أهل الكرخ فألقى في دورهم النار فاحترقت طائفة كثيرة من الدور والأموال من ذلك ثلاثمائة دكان وثلاثة وثلاثون مسجدا، وسبعة عشر ألف إنسان. وعبد الله شيرويه الحافظ، وعمران بن مجاشع، وأبو خليفة الفضل بن الحسعر باب المنيوم للحمام.
ولم يل الخلافة أحد في حياة أبيه إلا أبو بكر الصديق وأبو بكر الطائع بن المطيع حصل لأبيه فالج فنزل لابنه عنها طوعا. قال الذهبي: قلت غالب أسماء الخلفاء أفراد والمثنى منهم قليل والمتكرر كثير: عبد الله وأحمد ومحمد وجميع ألقاب الخلفاء أفراد إلى المستعصم آخر خلفاء العراقيين ثم كررت الألقاب في الخلفاء المصريين فكرر المستنصر والمستكفي والواثق والحاكم والمعتضد والمتوكل والمستعصم والمستعين والقائم والمستنجد وكلها لم يتكرر غير مرة واحدة إلا المستكفي والمعتضد فكررا مرة أخرى فتلقب بهما من الخلفاء العباسيين ثلاثة ولم يتلقب أحد من خلفاء بني العباس بلقب أحد من بني عبيد إلا القائم والحاكم والظاهر والمستنصر وأما المهدي والمنصور فسبق التلقب به لبني العباس قبل وجود بني عبيد. وأخرج عبد الرحمن بن حميد في مسنده وأبو نعيم وغيرهما من طرق عن أبي الدرداء " أن رسول الله ﷺ قال: ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد أفضل من أبي بكر إلا أن يكون نبي " وفي لفظ " على أحد من المسلمين بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر ".