وأقبل ابن رائق يثير ودائع بجكم وأمواله وأنفذ أبا جعفر ابن شيرزاد إلى بجكم بجواب الصلح منه فتقدّم إليه بجكم المقام وأنفذ بجواب الرسالة قاضى القضاة أبا الحسين عمر على أن يقلّد طريق الفرات وديار مضر وجند قنّسرين والعواصم وينفذ إليها. ولمّا اتّفق موت الوزير أبي الفتح وصولح البريدي شرع أبو جعفر ابن شيرزاد في تقليد أبي عبد الله البريدي الوزارة وأشار بذلك فأنفذ الراضي بالله أبا الحسين إلى أبي عبد الله البريدي في تقلّد الوزارة، فامتنع منها، ثم استجاب إليها، وتقلّد الوزارة وخلّفه عبد الله بن عليّ النّفري بالحضرة كما كان يخلّف الفضل بن جعفر. ثم أدخلاه بغداد مشهّرا على جمل عليه نقنق وهو مصلوب ثم خفى أمره فيقال ان بجكم سمّه. وكان بجكم قلّد بالبا التركيّ أعمال المعاون بالأنبار فكاتبه يلتمس منه أن يقلّده أعمال طريق الفرات بأسرها ليكون في وجه ابن رائق وهو بالشام. فقلّده ذلك فنفذ إلى الرحبة وغلب عليها وكاتب ابن رائق وأقام له الدعوة في أعمال طريق الفرات وعظم أمره بها واتصل خبره ببجكم. أنفذ بجكم غلامه يوستكين وعدلا حاجبه وقطعة من جيشه نحو أربعمائة رجل فوصلوا إلى الأنبار وقت العصر من يومهم وساروا من سحر ليلتهم إلى هيت وأخذوا منها الأدلّاء فسلكوا طريق البرّيّة ووصلوا إلى الرحبة في خمسة أيّام فدخلوها من سعر باب المنيوم للحمامين من أبواب الرحبة وجميع ذلك بوصيّة بجكم ورسمه، فعملا بما رسم.
فسار الأمير أبو عليّ الحسن بن بويه إلى واسط طمعا في أن يحصل له، فاضطرب رجاله لأنّه ما كان أنفق فيهم منذ سنة واستأمن من أصحابه مائة رجل إلى البريديين. وأما قسام التراب هذا - وهو من بني الحارث بن كعب من اليمن - فإنه أقام بالشام فسد خللها وقام بمصالحها مدة سنين عديدة، وكان مجلسه بالجامع يجتمع الناس إليه فيأمرهم وينهاهم فيمتثلون ما يأمر به. فعرف بالبا الخبر وهو على طعامه فوثب إلى سطح واستتر عند بعض الحاكة وأخذ من عنده وانحدروا به إلى الأنبار. نبدأ أولا فنورد عنهم قولا مجملا يكون عمادا وبيانا لما نأتي به بعد وهو أشد ما سمعت في معناه وألخصه قالوا جميع مسافة دوران الأرض بالقياس المصطلح عليه مائة ألف ألف وستمائة ألف ميل كل ميل أربعة آلاف ذراع الذراع أريعة وعشرون إصبعا كل ثلاثة أميال منها فرسخ والأرض التي هي المساحة مقدار دورها ثلاثة أرباع مغمورة بالماء والربع الباقي مكشوف والمعمورة هي المسكون من هذا الربع المكشوف ثلثه وثبت عشره والباقي خراب وهذا المقدار من الربع المسكون مساحته ثلاثة وثلاثون ألف ألف ومائة وخمسون ألف ميل وهذا العمرن، هو مابين خط الاستواء إلى القطب الشمالي وينقسم إلى سبعة أقاليم واختلفوا في كيفيتها على ما نبينه واختلف قوم في هذه الأقاليم السبعة أفي شمالي الأرض وجنوبيها أم في الشمال دون الجنوب فذهب هرص إلى أن في الجنولب سبعة أقاليم كما في الشمال.
فعرّفه أنّ الصواب في اجابته إليه والمبادرة إلى بغداد التي خرجت عن يده وهي دار الملك فأذن له في المصالحة. « إنّه يقبح أن يعلم أصحاب الأطراف أنّ السلطان صرف وزيرا ثم اضطرّ إليه وردّه بعد شهور من صرفه، ثم لا ينسبون ذلك إلّا إلى المطمع في ماله فقط. أرون: بالفتح ثم الضم وسكون الواو ونون، ناحية بالأندلس من أعمال باجة ولكتانها فضل على سائر كتان الأندلس. ثم أقبل محمّد بن ينال الترجمان من واسط في أربعة آلاف من الأتراك والديلم وغيرهم ليدفع ابن رائق عن بغداد فتلقّاه ابن رائق بالنهروان وجرت بينهم حرب شديد وانهزم الترجمان وصار في مرقّعة إلى الموصل. ورجع الطالقاني وابن أبي الشوارب القاضي من عند ابن حمدان بتمام الصلح وبعض المال فانحدر الراضي وبجكم من الموصل ولمّا صار قاضى القضاة إلى ابن رائق لقيه وقرّر أمره على تقلّد الأعمال التي تقدّم ذكرها فخرج ابن رائق من بغداد متوجّها إلى أعماله ووصل الراضي وبجكم إلى بغداد يوم السبت لتسع خلون من شهر ربيع الأوّل. كان غرض حامد في الضمانات على النواحي التي ذكرناها تفرّد عليّ ابن عيسى بتدبير المملكة وإبطاله أمر حامد.
فلقى علي بن محمد الجوهري في طريقه صاحب دواة لعز الدولة بختيار يقال له: عيسى بن الفضل الطبري، قد كان أصعد عن البصرة فعرّفه الصورة واستعمل في إخراج هذا الحديث إليه غير الحزم والصواب فثنى وجهه عائدا إليه إلى البصرة وسبق إلى المرزبان بالخبر فأشعره الوحشة وأعلمه أن أتاه مكرهة ولقّنه العصيان. شركة البيت الحديث هي الشركة الأفضل في تفصيل مطابخ بالرياض، وتمتلك أكبر فريق من المهندسين والفنين وأفضل مصممي مطابخ بالرياض، فنحن بالشركة نقوم بتصميم أفضل الديكورات المبتكرة والحديثة التي تناسب جميع العملاء، فمهما كانت مساحة المطبخ لديكم فلا داعي للقلق فنحن نوفر لكم جميع التصميمات التي تتناسب مع جميع الأماكن. وكان جعفر بن ورقاء وأحمد بن خاقان وابن بدر الشرابي في دار السلطان وما يليها فراسلهم ابن رائق وسألهم الإفراج له ليمضى إلى داره التي هي دار مونس. لمن فيها وراسل والدة الراضي بالله وحرمه برسالة جميلة وصار إلى دار مونس التي كان ينزلها بجكم فقاتله تكينك عنها وانهزم تكينك وملك ابن رائق الدار. وسار بجكم والراضي من بغداد لحربه فأشفق أن يقع التضافر عليه ويستأمن من رجاله. وفي هذه السنة قبض يوسف بن أبي الساج على كاتبه أبي عبد الله محمّد بن خلف النيرمانى وقلّد مكانه أبا عليّ الحسن بن هارون وقيّد محمّد بن خلف بقيود ثقال وأخذ منه يوم قبض عليه من المال والفرش والكسوة والغلمان ما قيمته مائة ألف دينار وأخذ خطّه بخمسمائة ألف دينار مصادرة عن نفسه.